وحدة العلوم الساندة في كلية الطب تقيم محاضرة إلكترونية حول الأعشاب الطبية في بلاد ما بين النهرين القديمة وتسلط الضوء على أساليب تحديد النباتات واستخداماتها العلاجية منذ 4000 عام
"An Ancient Mesopotamian Herbal: Plant Identification and Medicinal Herb Use 4,000 Years Ago"
في محاضرتها الإلكترونية تطرقت الدكتورة بوك الى استخدامات الأعشاب الشافية وكيف يمكن تحديد بعض النباتات بناءً على أسماءها في تلك الفترة.
تناولت الدكتورة بوك في بداية المحاضرة طريقة تحديد أسماء النباتات التي وردت في النصوص المسمارية، وأشارت إلى أن هذه الأسماء غالباً ما تكون باللغة الأكدية. وشرحت كيفية الاعتماد على مقارنة جذر الكلمات في الأكدية مع اللغات السامية الأخرى، مثل العربية، لمحاولة فهم المعاني الكامنة خلف أسماء النباتات، مؤكدةً على أن تحديد هذه النباتات يتطلب مزيجًا من المعرفة اللغوية والأدلة الأثرية.
أوضحت الدكتورة بوك أن الفن الآشوري يشمل بعض التصاوير الرمزية للنباتات، والتي تُظهر أشجار مثل الرمان والتين والعنب. وأشارت إلى أن هذه التصاوير كانت تهدف أحياناً إلى تحديد الموقع الجغرافي، حيث تشير كثرة أشجار النخيل مثلاً إلى المناطق الجنوبية من بابل. ورغم هذه التمثيلات، أوضحت أنه لم يكن هناك صلة مباشرة بين النصوص والصور لتحديد النباتات في تلك الفترة، مما يجعل العملية أكثر تعقيداً.
تحدثت الدكتورة بوك عن التقنيات الحديثة المستخدمة لتحديد النباتات، وأوضحت كيفية مقارنة النباتات القديمة بأشكال مشابهة من النباتات المعروفة في العراق الحديث، مثل براينيا الحمراء (Bryonia multiflora). وذكرت أن العمل على تحديد النباتات يتطلب تعاونًا مع علماء النباتات، مثل الدكتورة شاهينة غضنفر Shahina Ghazanfar وزميلها عالم الآثار النباتية مارك نيسبيت Mark Nesbitt ، اللذاني ساعدا في تحديد ما يقارب 25 نباتًا طبيًا كانت مستخدمة في الألفية الأولى والثانية قبل الميلاد.
في الفقرة الأخيرة، سلطت الدكتورة بوك الضوء على أقدم النصوص التي كتبت حول العلاقة بين الإنسان والنباتات، والتي تعود إلى نهاية الألفية الرابعة قبل الميلاد. وأوضحت أن هذه النصوص كانت تُستخدم لتعليم المبتدئين في الكتابة حول المصطلحات الزراعية والنباتية، واعتبرت أن هذه النصوص تعكس الرابط القوي بين النباتات والبشر في المجتمعات الزراعية لبلاد ما بين النهرين القديمة.